نيسان جوك Juke الجديدة كلياً، هي Cross Over صغيرة ومميّزة، تهدف إلى زيادة عدد محبّي سيارات نيسان عموماً. وهي تتمتّع بهيكل صلب، وبتصميم غير تقليدي، وبمقصورة مميّزة، في آن واحد. وتؤمّن Juke متعة القيادة للسائق، بالتزامن مع توفير قدرات عبور جيّدة نسبيّاً. لكن الأهم من كل ما سبق، أن نيسان تحاول من خلال "جوك" إثبات عدم صحّة القول إنّ السيارات كلّها متشابهة!

يُذكر أن تطوير خطوط "جوك" تم من قبل مركز التصميم التابع لنيسان في لندن، مع العلم أن هذه السيارة تستهدف المستهلكين الأوروبيّين بالدرجة الأولى، مع مبيعات سنويّة مقدّرة بما بين 75 إلى مئة ألف وحدة في أوروبا وحدها. لكن هذا الأمر لم يحل دون التعاون مع مهندسي الشركة اليابانية في طوكيو، والوقوف عند ملاحظاتهم.

والهدف من الخطوط القويّة والجريئة ل  "جوك" Juke الجديدة، لفت إنتباه الشبان والرجال الذين يتمتّعون بنفسيّة شبابيّة. وتجمع "نيسان جوك" ما بين سيارة "أس يو في" SUV مدمجة الحجم من جهة، وسيارة "كوبيه" Coupe رياضية من جهة أخرى، علماً أن جسمها يضم أبواباً خلفية لكن بشكل مخفيّ!

ولا بد من الإشارة إلى أن "نيسان جوك" تقوم على قاعدة العجلات "بي" B المشهورة من إنتاج تحالف "رينو - نيسان"، والتي جرى إستخدامها في طرازي Versa وCube من نيسان، وفي طراز Clio من Renault. واللافت أن قياسات "جوك" الفعلية مدمجة على مختلف الصعد، بعكس ما يوحي تصميمها.

وتتمتّع نيسان جوك بحضور قوي على الطريق، خاصة بفضل واجهتها الأمامية التي لا يمكن إلا أن تلفت الإنتباه! وتبرز المصابيح الدائرية والعميقة في الأسفل، وشبه المسطّحة في الأعلى.  أما مصابيح الإضاءة الخلفية فهي مستوحاة من 370 Z. كما تم إعتماد صادمين أمامي وخلفي يتمتّعان بحجم مبالغ فيه! واللافت أنّ مقابض فتح الأبواب الخلفية مخفيّة بشكل كامل، إلى درجة توحي بأن جسم السيارة يتكوّن من بابين جانبيّين فقط! وتم إعتماد عجلات قياس سبعة عشر "إنشاً"، من دون أن تتمكّن من سد فراغ الرفاريف الضخمة والنافرة، على الرغم من كبر حجمها! إشارة إلى أنه وفي مقابل تنويه الكثيرين بجرأة مهندسي نيسان، لم يتردّد آخرون في إنتقاد شكل السيارة العام، معتبرين أن خطوطها مستوحاة من التمساح وحتى من الضفدع! يذكر أن طول نيسان جوك يبلغ أربعة أمتار و14 سنتيمتراً، والعرض يبلغ متراً و77 سنتيمتراً. 

بالإنتقال إلى داخل المقصورة، يطغى الطابع الرياضي على العديد من المكونات، مع حرص المصمّمين على تفعيل التمايز. وفي هذا السياق، يشبه الكونسول الوسطي تصاميم الدراجات النارية! كما أن لوحة القيادة المتموّجة، تضم عدادات وفتحات تهوئة دائرية. ويبرز المقود المزوّد بمفاتيح تحكم بعدد من التجهيزات. ويمكن بسهولة ملاحظة الطابع العصري للمكوّنات، مع حرص على إعتماد مواد جيّدة النوعيّة. يُذكر أن "جوك" تتوفّر بثلاث فئات لمستوى التجهيزات، هي: S، و SV، و SL. واللافت أنه من ضمن التجهيزات القياسية، USB، وBluetooth لتأكيد طابع  التطوّر.

 من جهة أخرى، تتسع هذه المقصورة لخمسة ركّاب، من دون أن تكوّن متفوّقة على صعيد راحة الجلوس، مع تسجيل ضيق ملحوظ على مستوى أكتاف الركاب بشكل خاص. لكن المقاعد الأمامية تؤمّن الثبات لأجسام الركاب في مختلف ظروف القيادة. من جهة أخرى، إن سعة صندوق الأمتعة محدودة وتبلغ 250 ليتراً فقط، مع العلم أنه عند الحاجة يمكن طي ظهور المقاعد الخلفية لرفع قدرات التحميل إلى 830 ليتراً.    

بالنسبة إلى المحرك المعتمد في "نيسان جوك" فهو صغير وإقتصادي الطابع، حيث أنّه يتكوّن من أربع أسطوانات سعة 1,6 ليترات، بقوّة 117 حصاناً. ومن الممكن إختيار الفئة المزوّدة بشاحن Turbo من هذا المحرك، وكذلك ببخ مباشر للوقود. ومن شأن ذلك أن يرفع الطاقة الحصانية بشكل واضح إلى 187 حصاناً، مع حد أقصى لعزم الدوران يبلغ عندها 240 Newton Meter. وتبرز ال  Gearbox المتطوّرة من فئة CVT لتبديل النسب بشكل مستمر وأوتوماتيكي، لكن طبعاً من دون أي نَفَس رياضي. من جهة أخرى، تم إعتماد نظام دفع رباعي متطوّر، بهدف تفعيل قدرات العبور، وكذلك لتفعيل سيطرة السائق وتوازن السيارة من جهة أخرى. واللافت أن نظام الدفع الرباعي المذكور يستفيد من توزيع متساو للعزم بين المحورين الأمامي والخلفي، في ظروف القيادة العادية. لكن عند إنزلاق أي من إطارات أحد المحورين أو أكثر، تتبدّل النسب المُرسلة إلى العجلات، تبعاً للحاجة.

يذكر أن "جوك" ستتوفّر لمن يرغب بفئة تندفع بعجلاتها الأمامية، ومزوّدة بعلبة غيار سرعات يدوية من ست نسب.

بالنسبة إلى الأداء، بإمكان نيسان جوك المزوّدة بالمحرك الأقوى، التسارع من صفر إلى مئة كيلومتر في الساعة في ثماني ثوان، علماً أن وزن السيارة فارغة يبلغ 1350 كيلوغراماً. واللافت أن السرعة القصوى تزيد على 210 كيلومترات في الساعة. لكن وقبل تدخّل ال "توربو" إعتباراً من 3000 دورة في الدقيقة وما فوق، ينقص المحرك الزخم المطلوب لتأمين تجاوزات سريعة، وقدرات تسارع نشيطة. ويشعر السائق عند الضغط بإحكام على دوّاسة الوقود، بأنه يوجد فراغ ما بين هذا الضغط وتجاوب المحرك. لكن رؤية السائق واضحة، باعتبار أن وضعيّة جلوسه مرتفعة. ويمكن الدخول في المنعطفات بثقة على الرغم من إرتفاع جسم السيارة، وبالتالي من إرتفاع "نقطة الثقل". لكن الضبط الناجح لمكوّنات أنظمة التعليق، والتوزيع الموفّق للوزن، يساهمان في تعزيز التوازن العام. يذكر أنّ برمجة نظام التعليق تميل إلى القساوة، لكن ليس بقدر قساوة سيارة رياضيّة. كما أن المقود لا ينقل مدى تماسك الإطارات بسطح الطريق إلى يدي السائق. من جهة أخرى، بإمكان السائق إختيار وضعيّة القيادة "الإقتصادية"، أو "العادية"، أو "الرياضية"، وذلك بفضل نظام التحكم الديناميكي من نيسان: NDCS، والكلمة إختصار لعبارة Nissan Dynamic Control System. ومن شأن كل خيار أن يبدّل برمجة عمل كل من المحرك وعلبة غيار السرعات والمقود. هذا على الصعيد النظري، لكن ميدانياً التبديل غير ملموس من قبل السائق! 

والأكيد أن "نيسان" إستعانت بالوصفة الناجحة التي إستخدمتها في Qashqai، لجهة قدرات العبور والقيادة السلسة، وطبّقتها في "جوك" التي تستفيد من سعر مبيع منافس. وهي سيارة فريدة على صعيد التصميم الداخلي والخارجي، الأمر الذي سيساعد في إنتشارها، خاصة في صفوف الجيل الشاب. في المقابل، لا يجب توقّع الكثير من كل من الأداء العام وقدرات العبور والعملانية الداخلية، حيث أن "جوك" ليست SUV بالمعنى المتّفق عليه! بل هي سيارة شبابيّة مدمجة، تستفيد من عدد من خصائص السيارات المتعدّدة وجهات الإستعمال.