نجحت سيات خلال السنوات القليلة الماضية في تحقيق أكثر من رقم قياسي على مُستوى المبيعات والأرباح، لتفرض نفسها كواحدة من أسرع شركات السيارات الأوروبيّة على مُستوى النموّ. وإختتمت سيات سنة 2018 بمبيعات إجماليّة بلغت 517600 سيارة، بزيادة نسبتها 10 في المئة عن العام السابق. والخطة الهُجُوميّة لشركة سيات تتواصل من خلال إطلاق مجموعة منوّعة من الطرازات الجديدة، مع تقديم خيارات متعدّدة تندفع بمحركات كهربائيّة وهجينة. ومن بين الخيارات الجديدة كليًا تراكو الذي يُعتبر ثالث SUV من إنتاج سيات بعد إطلاقها اتيكا و ارونا ، والأكبر على الإطلاق ضمن مجموعتها، مع الإشارة إلى أنّ إسم تراكو مُستوحى من الإسم القديم لمدينة تراغونا الإسبانيّة. 

وتمّت الإستعانة بهيكل MQB الجديد من تطوير مجموعة فولكس واجن ، مع إدخال بعض التعديلات، خاصة لجهة زيادة الطول الإجمالي، علمًا أنّ تراكو لسنة 2020 يتشارك كذلك مجموعة من المُكوّنات والتجهيزات مع سكودا كودياك. تصميميًا، يستفيد سيات تراكو من خُطوط عصريّة تمثّل الوجه الجديد للشركة الإسبانيّة – إذا جاز التعبير، علمًا أنّ هذا التصميم سيُعتمد في أكثر من طراز مُستقبلي من إنتاج سيات. وتُعتبر الواجهة الأماميّة عصريّة وجذّابة، مع لمسات رياضيّة، ومع شبكة تهوئة بإطار مصنوع من الكروم. ومن الجوانب، الخطوط رشيقة وإنسيابيّة، مع بعض التموّجات لزيادة الجاذبيّة، ومع ألواح زجاجيّة من الحجم الكبير، تزيد شعور الراحة داخل المقصورة. ومن الخلف، التصميم العام فخم، مع عاكس هواء رياضي في الأسفل. والإضاءة العصريّة في الجهتين الأماميّة والخلفيّة تستفيد من تقنيّة Led للإنارة.

بالإنتقال إلى داخل سيات تراكو 2020، تبرز المساحات المُخصّصة لسبعة ركاب، علمًا أنّ الصفّ الثالث من المقاعد مخصّص للأولاد وليس واسعًا جدًا، بعكس الصفّين الأوّل والثاني اللذين يؤمّنان رحابة لافتة للركاب. وتُعتبر المُكوّنات فخمة نسبيًا، مع تصميم كلاسيكي يُعطي الأولويّة للعملانيّة، خاصة على مُستوى لوحة القيادة والكونسول. واللافت أنّ التجهيزات المُتوفّرة تُعتبر مُنوّعة وغنيّة، حتى مع الفئة اس اي القياسيّة، وهي تتضمّن مثلاً إطارات مصنوعة من الألومنيوم قياس 17 "إنشًا"، ولونًا معدنيًا، وأنظمة تحكم أوتوماتيكيّة بالإضاءات وبماسحات الزجاج، ونظام تحكّم بالسرعة خلال القيادة على الطرقات السريعة، وشاشة عرض للترفيه قياس 8 "إنشات". ومن المُمكن إضافيًا الإستفادة من إطارات قياس 18 "إنشًا"، ومن نظام ملاحة، ومن ألواح زجاجية بلون داكن للحفاظ على الخُصوصيّة. وهذه الفئة الفخمة تستفيد من جهتها من مقاعد مدفأة ومكسوّة بالجلد مع تحكم كهربائي بالوضعيّة، ومن كاميرا مُخصّصة للقيادة بأمان داخل الأماكن الضيّقة، ومن فتحة بانوراميك بالسقف، ومن AC عالي الفعاليّة مع إمكان فصل درجات الحرارة لثلاثة خيارات مستقلّة داخل المقصورة، ومن إطارات قياس 20 "إنشًا".

ميكانيكيًا، سيتوفّر تراكو بمحرّكات بنزين من 4 أسطوانات بسعة صغيرة، وبطابع إقتصادي، ولكنّها تستفيد من توربو  ومن تجهيزات متطوّرة لرفع القُوّة. ومن المُمكن إختيار محرّك بسعة 1,5 ليترات يُولّد 150 حصانًا، أو محرّك ثان بسعة ليترين يُولّد 190 حصانًا.ويترافق المحرك الأكبر والأقوى مع علبة تروس أوتوماتيكيّة مُزوّدة بقابض فاصل مزدوج، ومع نظام دفع بالإطارات الأربعة. أمّا المحرك الصغير فهو يترافق مع علبة تروس يدويّة من 6 نسب، ومع نظام دفع بالإطارات الأماميّة، علمًا أنّ معدّل إستهلاك البنزين يبلغ بهذه الحال 8 ليترات لكل مئة كيلومتر. ومن المُمكن إضافيًا إختيار علبة التروس الأوتوماتيكيّة والدفع الرباعي مع المحرك سعة 1,5 ليترات. والخيارات الميكانيكيّة تشمل محرك ديزيل باستهلاك منخفض، لكن بضجيج دوران مرتفع، مع نيّة لتقديم محرك هجين يستفيد تحديدًا من تكنولوجيا Plug-in-hybrid، يُولدّ 206 أحصنة مع 400 "نيوتن متر" من العزم. وهذا المحرك الهجين المُتوقّع إعتبارًا من سنة 2020 يسمح كذلك الأمر بقيادة تراكو بدفع كهربائي لمسافة تبلغ نحو 50 كيلومترًا.

إشارة إلى أنّ الفئات المزوّدة بدفع رباعي، تعطي السائق خيارات تحكم بوضعيّة القيادة، تناسب الطرقات المَكسوّة بالثلج مثلاً، أو المسارات الوعرة والرملية. وكل طرازات تراكو مزوّدة بنظام سيات للتحكّم بالقيادة، والذي يسمح بالإختيار بين وضعيّة القيادة العادية، أو الإقتصاديّة، أو الرياضيّة، أو حتى بإدخال تعديلات شخصيّة عبر شاشة الترفيه التي تعمل باللمس. وفي كل الأحوال، الأولويّة مع تراكو هي للعملانية وللراحة وللفعاليّة وليس للأداء الديناميكي.  ويستفيد سيات تراكو من مجموعة من التجهيزات الإلكترونيّة التي تساعد على التحكم والسيطرة، وعلى تجنّب الحوادث، لكنّه ليس الأفضل بفئته في هذا المجال. من جهة ثانية، يُعتبر سعر مبيع تراكو منافسًا ضمن فئة سيارات SUV من الحجم الكبير، وهذا الأمر سيُساعد بجذب المزيد من الزبائن.