تمكن خبراء الأرشيف من جمع شظايا رسائل حبّ تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية، حيث عثر عليها في سفينة الشحن SS Gairsoppa الغارقة على بعد بضعة كيلومترات من السواحل الإيرلندية والتي كان قد تسبب قارب ألماني بغرقها.
وتشير صحيفة Irish Times، إلى أن الخبراء درسوا بعناية واهتمام مقاطع رسالة الحب، التي كتبها عام 1941 ضابط مجهول، إلى حبيبته إيريس، وتمكنوا من فك رموز محتواها جزئيا. وقد كتب الضابط لحبيبته، "اعتني بنفسك يا عزيزتي ، ليس من أجلك فقط ، بل من أجلي أيضًا. تخيلي أن شفتيّ تضغط بشدة على شفتيك، وأنا أعانقك بقوة. ولنأمل أن هذه الحرب الدموية ستنتهي قريبًا".
ووجد العلماء 717 رسالة لم يتم تسليمها من قبل سفينة الشحن SS Gairsoppa الّتي كانت متجهة إلى الولايات المتحدة. ولقد تمّ تفجير السفينة قبالة ساحل إيرلندا بواسطة زورق ألماني في 1941.
وكانت شركة أميركية تعمل في مجال دراسات وبحوث أعماق البحار، قد اكتشفت في النصف الثاني من القرن العشرين، هذه السفينة على عمق خمسة كيلومترات، وفي عام 2010 اتفق ممثلوها مع الحكومة البريطانية على استخراج الأشياء الثمينة التي تحملها.
وأفادت محافظة المتحف في لندن إيلين كاتسياني أن هذه عملية مكثفة تستغرق وقتاً طويلاً، في حين أنّه يتمّ تجفيف الرسائل فورًا بعد العثور عليها لإيقاف عملية التحلل، وثم غسلها في المياه العذبة. ولقد عُثر أيضاً على رسائل أخرى من أب لابنته وابنه في فندق إنجلوود في توركواي، بحيث يعتقد المتحف أنهما قد تم إجلاؤهما في 1940. وأرسل الأب لابنه مجموعة من الطوابع المستعملة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى بعض النصائح والتشجيع الأبوي، قائلاً: "لاحظت أنّ خط يدك في رسالتك الأخيرة تحسن كثيراً عما رأيته في أي وقت مضى. أحسنت، استمر في ذلك وحاول العمل على تحسين التهجئة".
وقد استخرج الباحثون أكثر من 100 طن من الفضة ورسائل بقيت بحالة جيدة، لأنها كانت "معلبة" في مخزن، تغطيها أطنان من القمامة المختلفة. وفي عام 2018 عرضت مجموعة من هذه الرسائل في معرض أقيم في متحف البريد بلندن.