من المعروف أنّ الإطارات تلعب دوراً حاسماً في مختلف أنواع السباقات، وفي طليعتها الدرّاجات النارية. ومن لحظة الإنطلاق إلى لحظة عبور خط نهاية أي سباق، يتعرّض كل من السائق والدرّاجة النارية والإطارات لضغط كبير. وبحسب سائق سباقات "أي دي أم" IDM، "يورغ توكارت" Jorg Teuchert، فإن المهم هو مدى التواصل بين السائق وإطارات درّاجته:
"إن أوّل عامل مهمّ يتمثّل في الحصول على شعور واضح بطبيعة حركة الإطارات. وفي حال توفّر هذا الشعور، لجهة ما إذا كان الإطار بارداً أو ساخناً، فإن هذا الأمر ممتاز. ومن الضروري تحسّس مدى تماسك الإطار، لمعرفة الحد الأقصى الذي يمكن الوصول إليه بالنسبة إلى كل من السائق والدرّاجة أيضاً. وهذا هو مفتاح النجاح دائماً!".
إشارة إلى أنه وبهدف تأمين التواصل الدقيق، بين راكب الدرّاجة النارية وإطارات هذه الأخيرة، يقوم الصانعون بأعمال تطوير مستمرّة، وبتجارب كثيفة، مع العلم أنّ إنتاج إطارات الدرّاجات يتطلّب مواداً مختلفة تماماً عن تلك المستخدمة في صناعة إطارات السيارات.
إشارة أيضاً إلى أنّه أثناء السباقات يتمّ نقل طاقة دافعة تبلغ أكثر من مئتي حصان إلى الحلبة من خلال إطارات بإرتفاع محدود جداً! كما أنّ الضغط على هذا الإطار يتبدّل بشكل مستمرّ، ما يتسبّب بمشاكل إضافية من الواجب إيجاد الحلول المناسبة لها. وهذا الأمر يتمّ من خلال إعتماد مكوّنات قاسية في الوسط، وأخرى أكثر ليونة من الجوانب.
ولهذا السبب، يلجأ صانعو إطارات الدرّاجات النارية، إلى تكنولوجيا تعدد المداس، والتي هي بمثابة تسوية ما بين طول فترة الخدمة من جهة، وتوفير التماسك المطلوب من جهة أخرى. والفكرة من وراء ذلك، تتمثّل في إعتماد مكوّنات قاسية جداً في وسط منطقة إحتكاك الإطار بسطح الطريق، بهدف تعزيز الثبات، والتماسك، والقدرة على الكبح الفعّال. وفي الوقت نفسه، ومن خلال نوع آخر من المطاط في أطراف الإطار، يستفيد سائقو الدرّاجات النارية، من مساحة أكبر للتماسك عند إمالة درّاجاتهم جانبياً داخل المنعطفات.
وإذا كانت وصفة النجاح معروفة وواضحة، فإنّ تطبيقها في إطار محدّد يستوجب مواداً عالية الجودة، ودقّة تنفيذ عالية، وموهبة إحترافية مميّزة. ومن الضروري الإشارة إلى أنّ الطبقة المطاطية لكل إطار تضاف بشكل يدوي. وداخل الإطار توجد مواد كربونية مضبوطة وفق قياسات وكمّيات محدّدة، لتناسب طبيعة ونوع الإطار المعني. ويتمتّع حزام الإطار والذي يربط كل مكوّناته بعضها ببعض، بقوّة شد عالية، تتيح له نقل الطاقة الدافعة بفعالية إلى الطريق. ويستفيد غلاف الإطار من أسلوب لصق متين جداً، بفضل إعتماد تجهيزات صناعية فائقة التطوّر.
أكثر من ذلك، من الضروري التذكير أنّ إنتاج كل من الإطارات الأمامية وتلك الخلفية في الدرّاجات النارية، يتمّ بشكل مختلف. والإطارات الخلفية تستفيد خصوصاً من أربع طبقات من الألياف العالية المتانة، والمصنوعة من مواد خاصة، منها "كيفلر" Kevlar على سبيل المثال لا الحصر. وهنا لا بد من التوضيح أنّ الإطار الخلفي يتعرّض لضغط أكبر، خاصة أثناء تسارع الدرّاجات النارية. وتقع عليه مهمّة نقل الطاقة الدافعة إلى الطريق بفعالية عالية، مع الحفاظ على الثبات، إلى جانب التوجيه العام. أما الإطار الأمامي فمهمّته الأساسية هي ترجمة الكبح بفعالية، وتوجيه الإطارات داخل المنعطفات. ولهذا السبب، إنّ الإطارات الأمامية هي أرفع وأخفّ وزناً من الإطارات الخلفية.
وفي الختام، لا شك أنّ ثقة السائقين بإطارات درّاجاتهم تحثّهم على القيادة بسرعة أكبر، لفّة بعد لفّة، وكذلك على تنفيذ مناورات أكثر جرأة، وأكثر إمتاعاً للجمهور أيضاً!