"إي ترون" e Tron الجديدة من "أودي" Audi هي بكل بساطة دراسة نموذجية من هذه الشركة الألمانية العريقة، تهدف إلى إثبات القدرة على إنتاج سيارة رياضيّة قويّة الأداء، تتميّز بأنها غير ملوّثة للبيئة، نتيجة تزويدها بنظام دفع كهربائي. وصِفَة "سبايدر" Spyder اللاحقة بالإسم تشير إلى غياب السقف، وإلى إنتماء هذه السيارة الإختبارية أو "كونسابت" Concept إلى الفئة المكشوفة. لكن وبعيداً عن الهدف المعلن من قبل مسؤولي أودي، فإن الهدف الفعلي من "إي ترون سبايدر" e Tron Spyder هو التحضير لإطلاق طراز "آر فور" R4 الرياضي المقبل من "أودي". وهذه السيارة النموذجية مصنّفة ضمن فئة سيارات "بلاغ إن هايبريد" Plug In Hybrid، أي السيارات الهجينة التي يمكن شحن بطارياتها بسهولة، عبر وصلها بأي مخرج طاقة كهربائي منزلي عادي، بواسطة سلك خاص.
ويزيد طول "أودي إي ترون" على أربعة أمتار بمقدار ستة سنتيمترات، في حين يبلغ عرضها متراً وثمانين سنتيمتراً، ويبلغ إرتفاعها متراً وأحد عشر سنتيمتراً فقط. وهذه قياسات سيارة رياضية بامتياز، باعتبار أن عرضها واضح، شأنه شأن إنخفاض إرتفاعها عن سطح الطريق. واللافت أن المهندسين نجحوا في تأمين توزيع ناجح للوزن، مناصفة بين الجهتين الأمامية والخلفية، أي بنسبة خمسين – خمسين في المئة لكل من المحورين. يُذكر أن بنية الهيكل مصنوعة وفق تكنولوجيا "أودي سبايس فرايم" Audi Space Frame المتطوّرة، مع إعتماد كثيف لمادة الكربون.
على صعيد التصميم، يطغى الطابع الرياضي الهجومي على مختلف الخطوط، لا سيما على مستوى الواجهة الأمامية. وجرى إعتماد شبكة تهوئة كبيرة الحجم بوضعية وسطية في الأمام، إضافة إلى فتحات تهوئة جانبية أيضاً. وتبدو الخطوط متموّجة من الأمام، إمتداداً إلى الخلف. ويمكن ملاحظة الألواح الزجاجية المبتكرة المعتمدة، حيث تغيب الإطارات المثبتة من الأعلى، وتطغى السلاسة على خطوط هذه الألواح الزجاجية الداكنة. وتبرز أيضاً العجلات الضخمة والتي هي قياس عشرين "إنشاً"، علماً أنها تستفيد من تصميم أنيق لافت للنظر. والطابع الرياضي مؤمّن من خلال عواكس الهواء الأمامية والخلفية، وكذلك من خلال الشفرات الجانبية. ولتأكيد الطابع العصري وحتى المستقبلي لهذه السيارة النموذجية، جرى إستخدام تقنية "ليد" Led المتطوّرة على مستوى مختلف مصابيح الإضاءة. ويمكن القول إن الخطوط تعكس نظرة مصمّمي أودي إلى شكل السيارات الرياضية في المستقبل القريب.
بالإنتقال إلى داخل مقصورة "أودي إي ترون" النموذجية، فهي مخصّصة للسائق ولراكب واحد إلى جانبه، في ظل إهتمام بالطابع الرياضي، مع مكوّنات مستوحاة من قطاع سيارات السباقات. وجرى لهذا الغرض إعتماد مقعدين رياضيّين من الحجم الكبير، يؤمّنان الثبات المطلوب للأجسام أثناء القيادة الرياضية النشيطة. وتتمتّع لوحة القيادة بفخامة عالية، شأنها شأن الكونسول الوسطي، في ظلّ إعتماد مواد عالية الجودة تليق بسيارة مكشوفة. لكن الأبرز فيها يتمثّل في لوحة العدادات الرياضية الموجّهة نحو السائق، والمُكَمَّلة بمقود رياضي جداً، يُشعر السائق بأنه يسيطر على الأداء. وجرى إستخدام الكربون بكثافة لزيادة جاذبية التصميم الداخلي. كما جرى إعتماد شاشة عرض "متعددة الوسائط"، أو "مالتي ميديا" Multi Media، لرفع مستوى الترفيه المتاح داخل المقصورة الفخمة، وخصوصاً الآمنة. يُذكر أن طول قاعدة العجلات يبلغ مترين وثلاثة وأربعين سنتيمتراً فقط، أي أنها أقصر بمقدار إثنين وعشرين سنتيمتراً مقارنة بطراز "آر إيت" R8.
وعلى المستوى الميكانيكي، جرى تزويد "أودي إي ترون" النموذجية بمحرك هجيني، أو "هايبريد" عبارة عن محرك حراري يعمل بوقود الديزل، إلى جانب محرّكين كهربائيّين. ويتكوّن محرك الديزل من ست أسطوانات بشكل سبعة مع شاحن هواء "توربو" Turbo مزدوج، لتبلغ طاقته القصوى ثلاثمئة حصان. ويبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه ستمئة وخمسين "نيوتن متر" Newton Meter. وتمّ تخصيص هذا المحرك لدفع المحور الخلفي من السيارة النموذحية، علماً أنه يتمتّع بهدير دوران بطابع رياضي. وبالنسبة إلى المحركين الكهربائيّين، فهما بطاقة أربعة وستّين "وات" Watt، أي نحو سبعة وثمانين حصاناً، مع عزم دوران يبلغ ثلاثمئة وإثنين وخمسين "نيوتن متر". وقد خصّصا لدفع المحور الأمامي. وبذلك، تصبح هذه السيارة رباعية الدفع، لمزيد من الثبات والتماسك في مختلف ظروف القيادة، خاصة وأن توزيع عزم الدوران على العجلات الأربع يتمّ بتحكم إلكتروني "ذكي" مع أفضليّة للعجلتين الخلفيّتين. وفي حال رغب السائق بقيادة السيارة بالطاقة الكهربائية وحدها، فإن البطاريات المعتمدة تكفي لعبور مسافة بطول خمسين كيلومتراً، بسرعة قصوى تبلغ ستين كيلومتراً في الساعة.
وعلى صعيد الأداء، بإمكان "أودي إي ترون" النموذجية الإنطلاق من سرعة صفر إلى مئة كيلومتر في الساعة، في خلال أربع ثوان وأربعة أعشار من الثانية الواحدة. وتُعتبر قدرات التسارع نشيطة على مختلف السرعات، علماً أن الوزن الإجمالي يبلغ ألف وأربعمئة وخمسين كيلوغراماً. من جهة أخرى، تم ضبط السرعة إلكترونياً عند عتبة المئتين وخمسين كيلومتراً في الساعة. ويشعر السائق خلف المقود أنه يقود سيارة "كارتينغ" Karting لجهة الديناميكية، وخفّة الحركة، والقدرة على التحكم والإنعطاف السريع. والميزة الأبرز لهذه السيارة النموذجية الهجينة، يتمثّل في نسبة إستهلاكها لوقود الديزل التي تبلغ فقط ليترين فاصل إثنين لكل مئة كلم. علماً أن نسبة إنبعاثات "ثاني غاز أكسيد الكربون" أو "سي أو 2" CO2، تبلغ تسعة وخمسين غراماً لكل كيلومتر فقط. ويبرز الثبات على السرعات العالية، والتماسك داخل المنعطفات، علماً أن ضبط مكوّنات نظام التعليق يميل إلى القساوة، من دون التضحية براحة الجلوس داخل المقصورة. وبموازاة التوازن العالي، تستفيد "أودي إي ترون" من نظام توجيه إلكترو – ميكانيكي، مع تبديل لقساوة المقود تبعاً للسرعة.
في الخلاصة، لا شك أن أودي "إي ترون" هي سيارة نموذجية، ولا مجال لإنتاجها تجارياً في المستقبل القريب. لكنها في الوقت عينه، تستفيد من مجموعة من الخصائص التصميمية والميكانيكية المبتكرة، والتي يمكن إستخدامها في سيارات أودي المقبلة.