من خلال VISION AVTR Concept لسنة 2020، قدّمت مرسيدس-بنز رؤيتها لسيارات المُستقبل البعيد نسبيًا، ولمفهوم التنقّل ككلّ. إسم هذه السيارة الألمانيّة الإختباريّة، مُستوحى من فيلم Avatar للخيال العلمي الذي كان قد عُرض في نهاية العام 2009، مع العلم أنّ أحرف AVTR ترمز أيضًا إلى عبارة Advanced Vehicle Transformation، والتي تعني تحوّل السيارات المُتطوّرة.
إشارة إلى أنّ Vision AVTR تشبه كثيرًا مرسيدس Vision EQS التي كانت قد قُدّمت في معرض Frankfurt الدَولي للسيارات، ولكن مع رفع مُستوى الخيال، ومع إعطاء المُصمّمين صلاحيّات أوسع.
الهيكل العام يتكوّن من قطعة وحدة، مع جسم يتضمّن مقصورة طويلة، مُقابل أجزاء أماميّة وخلفيّة قصيرة. والخطوط مُستوحاة من فيلم Avatar – كما ذكرنا، وتحديدًا من عالم Pandora الخيالي، مع مجموعة من الأشكال الجديدة في عالم صناعة السيارات، والمَمزوجة باللونين الأزرق والأحمر، ومع 33 فتحة إلكترونيّة في الجهة الخلفيّة.
وتبرز الأبواب الجانبية الكبيرة التي تفتح إلى الأعلى، والإطارات الضخمة وغير التقليديّة. وعلى الرغم من إحتفاظ المُصمّمين بشعار مرسيدس المَعروف في وسط الواجهة الأماميّة، تمّت الإستفادة من الإضاءة لإعطاء هذه المُقدمة شكلًا مُستقبليًّا جذّابًا. وفي الخلف، يبرز أيضًا التصميم الفريد من نوعه للخطوط الجريئة.
مَقصورة VISION AVTR الإختباريّة، طويلة وواسعة نسبيًا، وهي تؤمّن راحة جُلوس عالية، علمًا أنّ الألواح الزُجاجيّة الكبيرة تعزّز شُعور الإنشراح الداخلي. وتصميم المقاعد ونوعية المواد المُستخدمة على مُستوى الأرضيّة ومُختلف المُكوّنات الداخليّة، إستُوحيت بدورها من عالم الخيال، مع تأمين فخامة عالية، وكل مُتطلّبات الراحة والعملانيّة. وعلى الرغم من أنّ المواد المُستخدمة ليست غريبة على صانعي السيارات، كان التشديد خلال عمليّة التصنيع، على إعطاء كل التمايز المَطلوب، من خلال الشكل، والإضاءة، وكذلك من خلال المواد العُضويّة ومُكوّنات التواصل الإلكترونيّ.
ونبقى داخل المقصورة، ونُشير إلى أنّه تمّ الإستغناء عن لوحة القيادة والمقود وأنظمة التحكم التقليديّة، لصالح اللجوء إلى جزء شفّاف مع إضاءة تمتدّ إلى الكونسول الوسطي. ويبرز جهاز التحكم إلى يمين السايق، والذي يستخدم تقنيّة القراءة البيومتريّة، بشكل يؤمّن التواصل بين السائق من جهة، وهذه المَركبة المُتطوّرة المُستقبليّة من جهة تانية، بطريقة مُبتكرة وفعّالة جدًا. ويسمح جهاز التواصل بفحص دقات قلب المُستخدم، ومدى إنتظام تنفّسه، بشكل تلقائي عند الإستخدام. وفي حال رفع السائق يده عن الجهاز، يتمّ فورًا إرسال مُؤشّرات ضوئيّة على كفّ اليد، من المُمكن إستخدامها للتحكم بعدد من وظائف القيادة.
ومن خلال أنظمة التواصل المُتطوّرة جدًا، بإمكان السائق كذلك الأمر الإختيار بين نظامين للدفع: الأوّل بتحكم أوتوماتيكي – آلي بالكامل، والثاني نصف ذاتي، ويسمح للسائق بالحفاظ على تدخّل جزئي على مُستوى السرعة وعلى مُستوى الإلتفاف. إشارة إلى أنّه من خلال أربع مُحركات كهربائية بقُوّة مُشتركة تبلغ 469 حصانًا، الأداء على الطريق نشيط وفعّال جدًا.
واللافت أنّ إطارات Vision AVTR 2020 شبيهة بشكلها وبحجمها بإطارات الشاحنات، وهي تتمتّع بمُرونة حركة كبيرة، لجهة إمكان دوران الإطارات الأماميّة بعكس وجهة دوران الإطارات الخلفيّة مثلاً. وهذا الشيء يسمح بتحرّك السيارة الإختباريّة جانبيًا، بدرجة إنسياب تبلغ 30 درجة، أي بحركة شبيهة بحركة السَلطعون!
وإضافة إلى فرادة التصميم الخارجي والداخلي، ونظام القيادة، كانت مرسيدس حريصة على تقديم سيارة صديقة للبيئة، مَصنوعة من مواد صالحة للتدوير ولإعادة التصنيع. حتى أنّ البطارية المُستخدمة في مرسيدس Vision AVTR مَصنوعة من مواد قابلة للتحلّل، وهي خالية من النيكل والكوبالت، وتستفيد من تكنولوجيا متطوّرة جدًا تعتمد بشكل أساسي على كيمياء خلايا عُضويّة من مادة الغرافين. واللافت أنّ هذه البطارية تؤمّن عُبور مسافة تبلغ نحو 700 كيلومتر، وتتميّز أيضًا بإمكان إعادة شحنها بسرعة كبيرة جدًا، لا تزيد عن 15 دقيقة فقط.
صحيح أنّ مرسيدس-بنز VISION AVTR هي عبارة عن سيارة إختباريّة مُستوحاة من عالم الخيال العلمي، لكن الأصحّ أنّها تُعطي فكرة عن الوجهة المُستقبليّة للتطوّر الإلكتروني الذي سيُقرّب المسافات أكثر فأكثر بين السائق والسيارة، ومع العالم الخارجي أيضًا.