يتجنب الزبائن شراء السيارات بالأقساط بسبب ارتفاع فوائد القروض وصعوبة الأمر بشكل عام. وتسعى دولة الصين إلى تيسير عملية حصول المستهلكين على قروض لشراء سيارات، حيث تعمل السلطات هناك على دعم قطاع صناعة السيارات الضخم وتشجيع المستهلكين على الشراء. حيث أعلن البنك المركزي والجهة الرقابية المالية أنه يمكن لجهات الإقراض تحديد نسب القروض المخصصة لشراء سيارات الركاب التي تعمل بالبنزين والكهرباء بالإضافة إلى السيارات الهجينة، وكل ذلك بطريقة مستقلة. ووفقا لبيان بنك الشعب الصيني وإدارة الرقابة المالية تستطيع المؤسسات المالية تحديد نسبة فائدة القرض والمدة الزمنية وأسعار فوائد قروض السيارات بعد مراجعة التاريخ الأئتماني الشخصي، ومدى قدرة مقدم طلب القرض على سداد الدين، والتحكم السليم في المخاطر وغيرها من الأمور. وبالإضافة إلى ذلك يقول البيان، إنه ينبغي على المقرضين خفض التكاليف المحتملة التي قد يتحملها العملاء في حال ارتكبوا أي خرق في شروط القروض لاستبدال سياراتهم بأخرى جديدة.
ولاقت الدعوة إلى تخفيض أسعار القروض والتسهيلات استجابة من البنوك في الصين. وجاءت القرارات الجديدة بعد وعود أطلقها الشهر الماضي رئيس الإدارة الوطنية للتنظيم المالي، تتلخص بتحسين الاستهلاك عبر تيسير إجراءات الحصول على قروض السيارات. وتسعى الصين جاهدة إلى إعادة تحفيز معنويات المستهلكين المتدنية في ظل تراجع سوق العقار وتوقعات قاتمة لمستقبل بعض الوظائف التي تؤثر سلبا على إنفاق الأفراد في الصين. وترى السلطات الصينية أن تعزيز نشاط وحركة شراء السلع الاستهلاكية ومن بينها السيارات تأتي ضمن سياستها الرئيسية لتقوية ودعم اقتصاد البلاد خلال الفترة المقبلة. ورغم ذلك ليس واضحا ما إذا كانت قوانين قروض السيارات المخففة كافية لتشجيع الطلب بشكل كبير على السلع ذات التكلفة العالية مثل السيارات. وتشير التوقعات إلى أن سوق السيارات الكهربائية في الصين والذي يعد الأكبر في العالم سيشهد تباطؤا، وذلك للسنة الثانية في ظل توقعات اقتصادية يمكن وصفها بالضعيفة.
وقد شهد قطاع قروض السيارات الشخصية في الصين ازدهارا مع النمو السريع في مبيعات السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة الماضية. حيث كشف تقرير لـ إس آند بي غلوبال في شهر مايو 2022، أن الصناعة كانت لديها رصيد مستحق يتجاوز التريليون يوان أو مايعادل 138 مليار دولار أمريكي.