قديماً، وفي العام 1935 بالتحديد عندما كان العلم الأميركي يحمل 48 نجمة فقط، قدّمت شفروليه طراز سوبربان. وخلال العقود الثمانية التي تلت ذلك، تحولت هذه السيارة إلى أيقونة أميركية والطراز الأطول عمراً في قطاع صناعة السيارات.
وليس هناك أي سيارة أخرى في قطاع صناعة السيارات تمكنت من الاستمرار في الإنتاج مثل سوبربان. وفي العام 2015، تقدم سوبربان طرازاً جديداً كلياً يمثل الذكرى الثمانون لهذه السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات الأصلية، والجيل الثاني عشر من هذا الطراز. وتتضمن سوبربان الجديدة حزمة متكاملة تجمع أحدث التقنيات، والتحسينات، والفعالية، التي لا يمكن لمهندسي وعملاء العام 1935 أن يتخيلوا وجودها.
وفي هذا السياق يقول تيم ماهوني، المدير التنفيذي للتسويق في شفروليه العالمية: "تغيرت الأزمان، ونمت أميركا بشكل يفوق التخيلات، إلا أن سوبربان تبقى اسماً راسخاً لأولئك الراغبين بقدرات سيارات البيك- أب، مع أقصى مزايا الرحابة الخاصة بالركاب والأمتعة".
سوبربان الأصلية كانت قادرة على استيعاب ثمانية ركاب، في الوقت الذي توفر فيه المقاعد القابلة للإزالة حيز أمتعة أكبر تبلغ أبعاده 75 إنش طولاً × 77 إنش ارتفاعاً (1,905 ملم × 1,956 ملم). وهي مجهّزة بمحرك مؤلف من ست أسطوانات متتالية ولّدت قوة وصلت إلى 60 حصاناً.
أما سوبربان 2015 الجديدة كلياً، فهي تستوعب ما يصل إلى تسعة ركاب وتوفر 121.1 قدم مكعب (3,429 لتر) من المساحة القصوى الخاصة بالأمتعة. وتأتي قوة السيارة الجديدة من المحرك V8 سعة 5.3 لتر الذي يولّد 355 حصاناً- أكثر بـ 490 بالمئة بالمقارنة مع طراز العام 1935.
لمحة تاريخية
في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، قدّم معظم مصنّعي السيارات عربات تعتمد في تصميمها على السيارات، ليتم استخدامها في المجال المهني، ولكن سوبربان ولدت من حاجة ماسة لعربات تعتمد على تصميم البيك- أب وقادرة على أداء المهام الثقيلة، لتلبي متطلبات العملاء التجاريين.
وقبل سوبربان، كانت معظم سيارات العمل التي يعتمد تصميمها على السيارات تتضمن جوانب مصنوعة من الخشب وسقف قماشي، وعلى الرغم من تنوعها، كان الشاسيه الخاص بها الذي يعتمد في تصميمه على بنية السيارات، وهيكلها العرضة للتلف، يعكس الكثير من التنازلات. وبدأت شفروليه بإجراء تجاربها عبر عربة ذات هيكل مصنوع من الفولاذ بالكامل ومثبت على شاسيه تجاري في فترة منتصف الثلاثينيات، ما نتج عنه إطلاق شفروليه كاري أول في العام 1935.
وبقت السيارات التجارية التي تعتمد في تصميمها على بنية السيارات في الإطار الإنتاجي، إلا أن شاسيه المهام الثقيلة في سوبربان سرعان ما وجد مكانته المتميزة بين العملاء المهنيين. كما ونمت شعبيتها بشكل كبير لدى عملاء القطاع الخاص خلال السنوات التالية للحرب العالمية الثانية، وذلك نظراً للقدرات المذهلة التي تقدمها.
وفي أوائل فترة التسعينات، أصبحت شفروليه سوبربان التيار السائد في ظل الشعبية الإجمالية للطرازات الرياضية متعددة الاستعمالات. ولكن، وفي الوقت الذي كانت فيه سوبربان جديدة بالنسبة إلى الكثير من العملاء، جمعت السيارة الكثير من العملاء طويلي الأمد الذين اشتروا العديد من طرازاتها على مر السنوات- واستخدموها لنقل فرق الدوري الصغيرة وأمتعتهم، أو قطر عربة خيول، أو نقل الطواقم إلى مواقع العمل.