نجح طيار أميركي في تفادي كارثة جوية كادت أن تقع بعد اقتراب طائرته من قاذفة عسكرية من طراز "بي-52 ستراتوفورتريس" تابعة لسلاح الجو الأميركي، وذلك أثناء تحليقها فوق ولاية داكوتا الشمالية.

وفي تفاصيل الحادث، كانت الطائرة التجارية من طراز "إمبراير E175" التابعة لشركة "سكاي ويست" في رحلة داخلية من مطار مينيابوليس-سانت بول إلى مطار مينوت الدولي، عندما اقتربت بشكل خطير من القاذفة، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك بوست".

وقد وثقت إحدى الراكبات مقطعًا يُظهر حديث قائد الطائرة للركاب لحظة وقوع الحادث، حيث أوضح لهم ما حدث، وقوبل كلامه بتصفيق وامتنان من المسافرين.

وبحسب الصحيفة، فإن القاذفة كانت في مهمة تدريبية انطلقت من قاعدة مينوت الجوية، واستغرقت رحلتها 90 دقيقة مساء السبت بالتوقيت المحلي.

مناورات حادة أنقذت الموقف
أوضح تقرير Aviation A2Z أن الطيار قام بمناورة حادة لتجنب الاصطدام، حيث تمكن طاقم الطائرة وركاب الجهة اليمنى من رؤيتها بوضوح من النوافذ.

ووصف الركاب اللحظة بأنها كانت "هادئة بشكل غريب" رغم سلسلة الانعطافات المفاجئة، فيما قالت الراكبة مونيكا غرين لقناة KFYR TV:
"شعرت وكأنني أتخيل الأمر، لا أحد كان يعلق أو يتفاعل. ثم قام الطيار باستخدام الاتصال الداخلي واعتذر قائلاً: ’سأشرح كل شيء عندما نهبط بسلام‘."

وأضافت: "لكن نبرة صوته أوحت بأن السلامة لم تكن مضمونة في تلك اللحظة."

الشفافية تهدئ الركاب
أشادت غرين بأسلوب الطيار الشفاف بعد الحادث، مشيرة إلى أن صوته كان يحمل بعض التوتر، لكنه قدّم شرحًا وافيًا لما جرى.

وكشف الطيار في إعلانه أن تعليمات مراقبة الحركة الجوية دفعته لتغيير مسار الطائرة، بسبب عدم وجود مسافة أمان كافية بين طائرته وطائرة أخرى، دون تنبيهه بوجود طائرة عسكرية – وهو أمر غير معتاد، خاصة وأن القاعدة العسكرية مزوّدة برادارات متقدمة.

وفي قرار سريع، اختار الطيار تحويل مسار الطائرة خلف القاذفة لتفادي الاصطدام.

بعد الهبوط الآمن
هبطت الطائرة الإقليمية، التي تُشغّل لصالح دلتا كونكشن، بأمان في مطار مينوت، حيث عبّر الركاب عن امتنانهم للطيار على هدوئه وشفافيته في موقف كان قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى مأساة.