كشفت محاكمة في الولايات المتحدة عن حادثة خطيرة كادت أن تتحول إلى كارثة جوية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين حاول طيار أميركي التسبب بسقوط طائرة كان على متنها 84 راكباً.

الطيار جوزيف إيمرسون (44 عاماً) كان يجلس في المقعد الاحتياطي لرحلة داخلية بين مدينتي إيفرت وسان فرانسيسكو، قبل أن يدخل في حالة هلوسة شديدة نتيجة تعاطيه فطراً مخدراً. ووفقاً للتحقيقات الفدرالية، حاول إيمرسون سحب مقابض أنظمة الطوارئ الخاصة بالمحركات، ما كان سيؤدي إلى توقفها بالكامل وسقوط الطائرة.

إلا أن سرعة استجابة قائد الرحلة ومساعده أنقذت الموقف، حيث أعادا الأنظمة إلى وضعها الطبيعي، بينما سارع طاقم الضيافة إلى تقييد الطيار وإبعاده إلى المقصورة الخلفية. الركاب عاشوا لحظات من الرعب قبل أن تهبط الطائرة اضطرارياً بسلام في مطار بورتلاند بولاية أوريغون.

المحكمة أصدرت حكماً بسجن إيمرسون 50 يوماً مع وضعه تحت المراقبة لمدة خمس سنوات، في حين ما زال بانتظار محاكمة فدرالية أخرى قد تفرض عليه عقوبة إضافية تصل إلى عام كامل.

وفي اعترافاته أمام المحكمة، قال الطيار: "كنت أظن أنني في حلم.. أردت الاستيقاظ بسحب المقابض". وأضاف أنه لم ينم لأكثر من 40 ساعة متواصلة، وكان يمر بحالة حزن شديد بسبب وفاة صديق مقرّب، مؤكداً أن تأثير المخدرات جعله غير قادر على إدراك الواقع، لكنه شدد على أن ذلك "لا يبرر ما حدث".

وبحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس، فإن الطاقم لم يلحظ أي مؤشرات على ضعف أو سلوك غير طبيعي من قبل إيمرسون قبل الحادثة، وهو ما جعل الأمر صادماً وغير متوقع.

القضية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الأميركية حول معايير السلامة النفسية والعقلية للطيارين، وسط مطالب بتشديد الرقابة وإجراء فحوصات أكثر دقة للكشف عن أي مؤشرات قد تهدد سلامة الطيران المدني.