تتجدد المخاوف في الولايات المتحدة بعد تقارير كشفت عن انتشار وسائد هوائية مزيفة مصدرها الصين، جرى تركيبها في سيارات خضعت للصيانة أو الاستبدال بعد حوادث. هذه الوسائد، التي لم تمر بأي اختبارات سلامة أو معايير جودة، تحولت إلى قنابل موقوتة داخل المقصورة، إذ قد تنفجر بشكل عشوائي مطلقة شظايا معدنية قاتلة بدلًا من حماية الركاب.
القضية أعادت إلى الأذهان كارثة شركة تاكاتا التي أجبرت على سحب ملايين السيارات بسبب عيوب في وسائدها الهوائية، لكن هذه المرة الخطر أكبر، لأن الأمر يتعلق بقطع مزورة بالكامل تباع عبر قنوات غير رسمية، وغالبًا دون علم المستهلك.
التحقيقات يقودها خبراء الإدارة الوطنية لسلامة المرور (NHTSA) الذين يتتبعون مصدر هذه الوسائد المزيفة وشبكات استيرادها من الصين. وتشير التوقعات إلى احتمال إطلاق حملات استدعاء للسيارات التي خضعت لصيانة مشبوهة، مع تشديد الرقابة على واردات قطع الغيار.
الخطر لا يقتصر على أمريكا وحدها، فمع انتشار التجارة الإلكترونية قد تصل هذه الوسائد إلى أسواق عالمية، بما فيها المنطقة العربية. لذا يبقى وعي المستهلك أساسياً: شراء قطع أصلية من مراكز معتمدة وعدم الانجراف وراء السعر الرخيص، خصوصاً في أنظمة حساسة مثل الوسائد الهوائية والمكابح.
الدرس الأهم: السلامة لا تُساوم. هذه الفضيحة جرس إنذار بضرورة فرض رقابة صارمة، ورسالة تحذيرية للسائقين بأن أي تهاون في جودة قطع الغيار قد يحوّل السيارة إلى تهديد قاتل.