أُعلنت حالة طوارئ كبرى في مقاطعة شروبشاير البريطانية، عقب تشكّل حفرة أرضية هائلة تحت إحدى القنوات المائية في منطقة كيميستري بمدينة ويتشرش، ما أدى إلى عمليات إنقاذ واسعة النطاق وإخلاء عدد من السكان دون تسجيل أي إصابات.

وبحسب السلطات، بدأت الحفرة بالظهور في الساعة 4:22 فجرًا، وبلغ حجمها نحو 50 مترًا × 50 مترًا، ما تسبب بانهيار جزء من ضفة القناة وتسرب كميات كبيرة من المياه إلى الأراضي المحيطة. وعلى إثر ذلك، جفّ الجزء المتضرر من القناة بالكامل من المياه، بينما كانت ثلاث قوارب ضيقة (نارو بوت) راسية في المكان.

وسارعت فرق الإطفاء إلى الموقع لإنقاذ ما لا يقل عن عشرة أشخاص كانوا على متن القوارب، وسط ظروف وُصفت بالصعبة بسبب عدم استقرار الأرض وسرعة تدفق المياه. وقد سقط قاربين داخل الحفرة ليستقرا في قاع القناة، فيما بقي قارب ثالث معلقًا على حافة الحفرة في وضع خطير.

إخلاء السكان وتنسيق متعدد الجهات

وأكدت السلطات أن أكثر من 10 أفراد من العامة جرى إنقاذهم بنجاح، بينما تم إجلاء 14 شخصًا من سكان القوارب المتضررة، ونقلهم إلى مركز رعاية مؤقت في مقر الشرطة السابق بمدينة ويتشرش. ودعت الجهات المختصة السكان إلى تجنب المنطقة بالكامل لحين انتهاء أعمال الطوارئ.

وقال عضو المجلس المحلي آندي هول، ممثل ويتشرش نورث، إن الأولوية تركز حاليًا على رعاية الأشخاص الذين فقدوا مساكنهم، مشيرًا إلى أن الحادث وقع في وقت حساس قبيل عيد الميلاد. وأضاف أن المتضررين وصفوا ما حدث بأنه أشبه بـ«زلزال»، مؤكدًا أن سرعة استجابة فرق الطوارئ ساهمت في تجنب كارثة أكبر قد تطال المدينة والمناطق الزراعية المجاورة.

لا إصابات رغم خطورة الموقف

من جانبه، وصف عضو المجلس المحلي عن ويتشرش ويست شو عبدول عدم تسجيل أي إصابات بأنه «معجزة حقيقية»، مشيدًا بتعاون فرق الإطفاء والشرطة وخدمات الإسعاف وهيئة القنوات والأنهار، التي نجحت في تأمين الموقع ومنع تفاقم الأضرار.

وأكدت خدمة الإطفاء والإنقاذ في شروبشاير أن فرقها عملت في ظروف بالغة الصعوبة، حيث جرى إنشاء مناطق أمان أعلى وأسفل القناة، واستخدام بوابات مائية وحواجز خاصة للحد من تدفق المياه. وأوضح مدير المنطقة سكوت هيرفورد أنه لا يُعتقد بوجود أي أشخاص على متن القوارب المتضررة حاليًا، وأن الوضع بات مستقرًا منذ الساعة 8:30 صباحًا مع تقليص تدفق المياه.

تأثيرات بيئية واقتصادية محتملة

وأعلنت هيئة القنوات والأنهار فرض إغلاق طارئ للمقطع المتضرر من القناة بين قفل غريندلي رقم 6 وجسر ويتشرش الالتفافي، داعية القوارب والسكان إلى عدم الاقتراب من المنطقة حتى إشعار آخر.

في السياق ذاته، حذر بول دونيلي، من شركة «فلواتينغ هوليدايز» السياحية، من أن الحادث قد يكون له تأثير طويل الأمد على السياحة والأعمال المحلية، نظرًا لأهمية القناة كوجهة تستقطب زوارًا من مختلف أنحاء العالم.

ولا تزال فرق الطوارئ والجهات المعنية تواصل تقييم الوضع البيئي والإنشائي على امتداد القناة، مع التأكيد على أن سلامة السكان وحماية الممتلكات العامة والخاصة تبقى أولوية قصوى في التعامل مع هذا الحادث الاستثنائي.