في خطوة تعكس التحديات الحقيقية التي لا تزال تواجه تقنيات القيادة الذاتية، وجدت سيارات التاكسي ذاتية القيادة التابعة لشركة «وايمو» نفسها عاجزة عن التصرف خلال حادثة غير متوقعة شهدتها مدينة سان فرانسيسكو مؤخرًا، رغم السمعة القوية التي تتمتع بها الشركة في مجال السلامة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
القصة بدأت عندما تسبب حريق في إحدى محطات الطاقة بانقطاع واسع للتيار الكهربائي، ما أدى إلى توقف إشارات المرور وتعطّل جزء كبير من منظومة النقل في المدينة. هذا الانقطاع المفاجئ خلق حالة من الفوضى المرورية، سرعان ما كشفت عن نقطة ضعف حرجة في منطق عمل سيارات الروبو تاكسي.
مع غياب الإشارات الضوئية وازدياد الازدحام، توقفت عدد من سيارات وايمو فجأة في منتصف الطرق والتقاطعات، وبقيت دون حركة لساعات. مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت السيارات متجمدة في أماكنها، غير قادرة على اتخاذ قرار بالمواصلة أو تجاوز التقاطعات، ما زاد من حدة الاختناقات المرورية وأربك السائقين الآخرين.
🇺🇸 SAN FRAN BLACKOUT – WAYMO FROZE, TESLA DROVE Waymo’s robotaxis got a little too real last night - by completely shutting down when San Francisco’s power outage knocked out traffic lights. Meanwhile, Teslas on FSD? Kept rolling. No drama, no headlines - just handling chaos… pic.twitter.com/8FinYpAOcB — Mario Nawfal (@MarioNawfal) December 21, 2025
🇺🇸 SAN FRAN BLACKOUT – WAYMO FROZE, TESLA DROVE Waymo’s robotaxis got a little too real last night - by completely shutting down when San Francisco’s power outage knocked out traffic lights. Meanwhile, Teslas on FSD? Kept rolling. No drama, no headlines - just handling chaos… pic.twitter.com/8FinYpAOcB
وبحسب توضيحات الشركة، فإن أنظمة القيادة الذاتية مصممة للتعامل مع تعطل الإشارات على أساس «توقف رباعي»، إلا أن حجم الفوضى المرورية وكثافة الحركة في تلك اللحظات جعلت النظام يتردد في تحليل الموقف. وفي نهاية المطاف، اختارت السيارة الخيار الأكثر أمانًا من منظور الآلة، وهو التوقف الكامل، حتى لو كان ذلك على حساب انسيابية الحركة.
الواقعة لم تمر دون تعليقات، إذ دخل إيلون ماسك على الخط بتصريح ساخر أشار فيه إلى أن سيارات تسلا لم تتأثر بانقطاع الكهرباء. غير أن هذا التصريح قوبل بتشكيك واسع، خاصة أن خدمة التاكسي ذاتي القيادة بالكامل لا تعمل بعد في سان فرانسيسكو، وأن سيارات تسلا الحالية تعتمد على نظام قيادة ذاتية تحت إشراف سائق بشري قادر على التدخل عند الحاجة.
الحادثة أعادت إلى الواجهة سؤالًا جوهريًا حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إدارة الفوضى الواقعية. ففي حين يستطيع السائق البشري التواصل بالنظر أو بالإشارات وتقدير الموقف بسرعة، لا تزال الأنظمة الآلية بحاجة إلى قواعد واضحة وسيناريوهات مبرمجة مسبقًا لاتخاذ القرار.
إيقاف خدمة وايمو مؤقتًا وإعادة السيارات إلى المستودعات بدا كإقرار ضمني بأن الاعتماد الكامل على الآلة في الظروف الاستثنائية ما زال بعيد المنال، وأن الطريق نحو مدن بلا سائقين بشريين لا يخلو من العقبات.