منذ سنة تقريباً، كشفت رولز-رويس عن طراز 103EX أمام العالم، مستعيدة بذلك إرثها في صناعة الهياكل المبدعة المصممة حسب الطلب، ومغذّية إلهام عملائها المستقبليين. تهدف هذه السيارة من سلسلة "فيجن" إلى توفير عالم من التنقّل الفاخر المخصص بشكل فريد لكلّ شخص حيث تسمح إبداعات التكنولوجيا الحديثة بتصميم كلّ سيارة بشكل مطابق للصورة التي يراها العميل ما إذا أراد ذلك. ولا شكّ في أنّ سيارة كهذه من رولز-رويس تشكّل التعريف الأصدق والأدق للفخامة، إنها سيارة شخصية مصمّمة حسب الطلب لا مثيل لها تمثّل خيال صاحبها فحسب.
ومع ذلك، لم تكن مجرّد فكرة سيارة ذات هيكل عصري مصمّم حسب الطلب من رولز-رويس كافية بالنسبة لأحد الأشخاص، الأمر الذي دفعه إلى التوجّه إلى العلامة لطرح فكرته الخاصّة وقد أراد سيارة من رولز-رويس ذات مقعدين فقط، على أن يتمّ تنفيذها على الفور. فكان له ما أراد، وأُطلقت على سيارته الجديدة تسمية "سويبتايل". ونظراً إلى إعجابه الكبير بسيارات رولز-رويس ذات الصندوق المرتد إلى الخلف التي برزت في العشرينيات، طلب من رولز-رويس إعادة تصوّر تلك الخاصية في سيارته ذات الإصدار الوحيد.
في كلمة له بمناسبة تقديم السيارة في كونكورسو ديليغانزا في فيلا ديستي يوم السبت 27 مايو 2017، قال تورستن مولر-أوتفوس، الرئيس التنفيذي لرولز-رويس موتور كارز: "سويبتايل سيارة رائعة بالفعل. إنّها تنضح برومنسية السفر على طريقتها الخاصّة، وتوضع سويبتايل في خانة أعظم السيارات السياحية في العالم. تاريخ رولز-رويس العريق في صناعة الهياكل يأتي في صلب هويتها كالعلامة الرائدة عالمياً في قطاع المنتجات الفخمة. وبوصول طراز 103EX، أُلقي الضوء على مستقبل رولز-رويس في هذا المجال حيث تأتي "سويبتايل" اليوم لتؤكّد مرّة جديدة تربّع رولز-رويس على عرش صناعة هياكل السيارات المبدعة والمصممة حسب الطلب. فنحن نستمع بتمعّن إلى عملائنا المتميّزين ونقيّم مدى اهتمامهم بالاستثمار في هياكل مبنية حسب طلبهم بشكل حصري وتشكّل تحفاً فنية حقيقية. كما وإننا نبحث في الوقت عينه عن الموارد التي ستسمح لنا بتقديم هذه الخدمة الفريدة لعملائنا المتميّزين من عشاق الفخامة."
وبهذا العمل، أثبتت رولز-رويس مرّة جديدة تصدّرها الطليعة كالمزوّد الرائد عالمياً للمنتجات الفاخرة.
"سويبتايل" – من الرؤية إلى الحقيقة
عام 2013، تقدّم من رولز-رويس واحد من أهمّ عملائها بطلب خاصّ جداً. شخصٌ يعشق جمع القطع النادرة واقتناء الأشياء الأكثر حصرية في العالم مثل اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصّة ذات الإصدار الوحيد، قصد رولز-رويس بهدف تجسيد رؤيته لسيارة فريدة لا شبيه لها.
وعلى الفور، نشأت علاقة وثيقة بين العميل وفريق التصميم الذي يعمل تحت إشراف جايلز تايلور، والذي شرع بتحقيق الفكرة لإعطائها شكلها وهويتها على أرض الواقع.
بإيحاء من سيارات رولز-رويس في العشرينيات والثلاثينيات، جاءت رغبة العميل في الحصول على سيارة كوبيه ذات مقعدين تتميّز بسقف زجاجيّ بانورامي ضخم. وبما أنّه شخص متمرّسٌ وخبيرٌ بسيارات رولز-رويس، استمدّ إيحاءه من عددٍ من سيارات رولز-رويس المفضّلة لديه التي تعود إلى العصر الذهبي الذي عرفته العلامة في أوائل القرن العشرين، كما جاء إلهامه أيضاً من عدد من اليخوت الكلاسيكية والعصرية.
وفي عملية إبداع هذه السيارة المميّزة جداً اليوم، استعان مصمّمو رولز-رويس بخصائص ومميّزات طرازات سابقة. من Phantom I Round Doorالتي بناها جونكهير عام 1925، نرى العظمة والحجم والتوهّج والدراما. ومن طراز Phantom II Streamline Saloon من تصميم بارك وارد عام 1934، تمّت استعارة شكل الزجاج الذي يبدأ عريضاً وينحني تدريجياً ليصبح رفيعاً جداً في الخلف، والنسبة الدرامية من لوحة العدادات إلى محور العجلة الأمامية، والشكل المصعّد لزاوية الانطلاق الخلفية. ومن Gurney Nutting Phantom II Two Door Light Saloon التي طُرحت عام 1934، أخذ المصمّمون السكّة الأنيقة التي تنحدر بانسيابية رائعة على محيط السيارة، والهيكل ذات الذيل المرتدّ إلى الوراء. ومن طراز Park Ward 20/25 Limousine Coupé استلهم المصمّمون خطّ السقف الانسيابي وزاوية الانطلاق المرتفعة، ومجدداً، الذيل المرتدّ إلى الوراء.
وعلى مدى سنوات عديدة، تعاون تايلور وفريقه من المصممين مع العميل في رحلة فكرية رائعة باتّجاه تحقيق رؤية العميل الفريدة وتجسيدها على أرض الواقع.
"سويبتايل" – رؤية مختلفة
"سويبتايل" هي بدون أدنى شكّ سيارة من رولز-رويس حتى الصميم. عندما ننظر إليها من الأمام، يشير شكلها الأوّلي إلى أنّها سيارة مميّزة جداً ومختلفة من رولز-رويس. وأكثر ما يجتذب النظر هو شخصيتها الواثقة والصلبة التي تعكسها واجهة السيارة حيث تمّ التركيز على معالجة جديدة للشبك الأمامي المعهود في سيارات رولز-رويس فكان الأكبر على الإطلاق بين سيارات العصر الحالي التي طرحتها العلامة. صُنع الشبك الأمامي من الألومينيوم الصلب المصقول يدوياً بتأنّ ودقة متناهية ليصبح أشبه بالمرآة. وقد تمّ تأطير الوجه الأمامي لسيارة "سويبتايل" بالألمينيوم غير اللامع.
وعند الالتفاف حول "سويبتايل" نلاحظ أنّ الصورة الظلية للسيارة هي التي تحدّد شخصيتها الفريدة. وتساهم الخطوط المتدفقة بشكل مستقيم ومن الأمام إلى الخلف، في منح السيارة شكلها الرشيق والأنيق. وتتجلّى هيبة وعظمة هذه السيارة الملكية الكوبيه بشكل واضح. من الحافة الأمامية للزجاج الأمامي يبدأ السقف بالتسارع إلى الوراء باتّجاه المحرّك الخلفي للسيارة، متخطّياً حافة غطاء الصندوق فيبرز بالتالي طوله، ويؤكّد شكل النوافذ الجانبية الممتدّة والعمود الخلفي "القائم ج" طول هذه السيارة العجيبة ومقاييسها المميّزة.
أمّا اللمسة الأكثر تميّزاً في الجزء الخلفي من السيارة فتتمثّل بأروع تحيّة ليخوت السباقات التي ألهمت العميل، مع الكوثل المائل. وعند النظر إلى السيارة من الخلف، نرى أن الجزء الخلفي الرفيع للسيارة يتناقض مع مقدّمتها مما يشكّل منظوراً جديداً بالكامل لسيارة كوبيه دراماتيكية من رولز-رويس.
ويتعاون كلٌ من خطّ السقف الذي يتناقص عرضه تدريجياً باتجاه الخط المركزي للسيارة، ويُختتم بـ"عبرود رصاصة" يحتضن ضوء المكابح، مع منطقة مصدّ الكدمات الأمامية السفلية الانسيابية، لمنح السيارة حسّاً أكبر من الأناقة خلال الحركة.
تتميّز "سويبتايل" بسطح نقيّ يمتدّ حتّى يلتفّ هيكل السيارة تحتها بدون أيّ حدود ظاهرة على السطح، وهي الطريقة نفسها التي تُستخدم في هياكل اليخوت. وقد تمّ تصميم الجانب السفلي للسيارة بشكل يعكس مظهر خطّ تصاعدي تدريجيّ يقود إلى زاوية الانطلاق الخلفية، وينتهي مع الذيل المرتدّ إلى الخلف الذي يمنح السيارة اسمها "سيوبتايل" المؤلّف من كلمتي Swept وTail.
أمّا اللمسة النهائية على الجزء الخلفي من هذه السيارة ذات الإصدار الوحيد، فهي رقم التسجيل 08، رقمان فرديان مصنوعان من سبائك الألومينيوم ومصقولين باليد.
تبقى الميزة الأساسية في سيارة "سويبتايل" أنّها وليدةٌ لطلب خاصّ تقدّم به العميل. سقفٌ زجاجيٌ غير متقطّع، وواحدٌ من أضخم الأسقف الزجاجية وأكثرها تعقيداً في سيارة من أيّ علامة أخرى، وهو يسمح للضوء الطبيعي بملء المقصورة وغمرها بشكل يسلّط الضوء على مجموعة من المواد والعناصر المصنوعة يدوياً بشكل أخاذ.
يعتبر السقف الزجاجي بحجمه الكبير والتعقيد في انحنائه إنجازاً جديراً بالتأمّل، كما أنّه يسلّط الضوء من الأعلى على سرعة "سويبتايل" وأناقتها. ويحتضن السقف الزجاجي الذي يضفي على السيارة أجواءها الداخلية المميّزة، إطارٌ من الألومينيوم المصقول يقوده إلى نقطة النهاية عند أقصى الحدود الخلفية للمقصورة.
تصميم داخلي ملكي ومعاصرٌ في آن
عندما ننظر إلى السيارة من زاوية جانبية، نلاحظ نقاوة الهيكل وعظمته، مع النوافذ الجانبية ذات الطول المعزّز والسقف الزجاجي البانورامي مما يسلّط الضوء على الراكبين الفرديين في هذه السيارة الاستثنائية من رولز-رويس وعلى تصميمها الداخلي المصنوع يدوياً والمتّسم بالبساطة. ولا شكّ في أنّ وضع مقعدين فقط في سيارة بهذا الحجم يعكس رومنسية السفر، ويصنّف "سويبتايل" في خانة أعظم السيارات السياحية العابرة للقارات. ويؤكّد ذلك أيضاً التصميم العام للمقصورة التي أُعطيت شكل سيارة غران توريزمو ذات مقعدين مما يعكس الطبيعة السياحية التي تعبّر عنها خطوط الهيكل الخارجية.
وهل من شيء أروع من أن يشعر المرء بأنّه في شرنقة فاخرة يراقب منها العالم ينزلق عبر النوافذ والسقف الزجاجي الضخم، بينما يكون منفصلاً تماماً عن العالم الخارجي، ويشعر في الوقت نفسه بأنّه جزءٌ لا يتجزّأ من تلك المشاهد المتتالية.
تطغى على التصميم الداخلي فلسفة البساطة والاكتفاء بالعناصر الأساسية الأمر الذي يولّد تناغماً ما بين العناصر الموجودة في المقصورة ويلغي الفوضى. وتحتلّ القيمة العالية للمواد الجميلة الأولوية هنا مما يؤدّي إلى اقتصار مفاتيح التشغيل على أدنى مستوياتها لإفساح المجال أمام أغنى المواد المستخدمة بأروع وأصدق أشكالها على الإطلاق. إنّها تجربة بصرية آسرة من الانسجام والتناغم في كلّ جزء من أجزاء المقصورة.
تزيّن المقصورة كميات وافرة من خشب ماكاسار الإبنوس وخشب بالداو ذات المسامات المفتوحة مما يمنح صاحب السيارة تناقضاً بصرياً ولمسياً، كلاسيكياً وعصرياً على حدّ سواء. ومع ذلك، تتميّز جميع الأشكال بطابعها الحديث إذ تعكس الخطوط الخارجية لسيارة "سويبتايل"، وقد تمّ تشكيلها يدوياً لتحتضن الراكبين بباقة من أروع المواد الطبيعية في العالم. وهذا الخيار من خشب الإبنوس والبالداو الداكن والفاتح، يقابله تناقضٌ آخر في الجلد باللونين البيج الفاتح والبني الداكن والذي يزيّن المقعدين ومساند اليدين وسطح لوحة العدادات. ولكن، إنّه ما تمّ تحقيقه بتلك المواد هو ما منح المقصورة مظهرها الآسر إلى هذا الحد. وتماشياً مع روح السيارات السياحية العابرة للقارات التي طرحتها رولز-رويس في العشرينيات والثلاثينيات، تمّ استبدال المقاعد الخلفية بمساحة واسعة من الخشب عبارة عن رفّ نصفيّ مع حافة زجاجية مضاءة، وغطاء لحجرة الصندوق يمتدّ عبر الحدود الخارجية لوحدة التخزين الداخلي. يقع هذا الرفّ مباشرة تحت فتحة الضوء الخلفي من حيث يمكن الوصول إليه، وهو بحدّ ذاته عمل جمالي مصقول بدرجة عالية كما يتضمّن سككاً لوضع الحقائب.