نشرت بريطانيا كاميرات مراقبة تعمل بالذكاء الاصطناعي في شوارعها لكشف السائقين المسرعين أو المنشغلين بهواتفهم المحمولة أثناء القيادة. سيواجه السائقون المخالفون غرامات مالية تتراوح بين 250 و1250 دولاراً، وقد تصل العقوبات إلى سحب رخصة القيادة، وفقاً لبيان صادر عن هيئة إدارة السير البريطانية ونقلته صحيفة "ديلي ستار".
ذكرت وزارة النقل البريطانية أن حوالي 400 ألف من أصل 50 مليون سائق في بريطانيا يستخدمون هواتفهم المحمولة أثناء القيادة. وقد أثار هذا القرار انقساماً حاداً بين المؤيدين والمعارضين، حيث عبّر المعارضون عن غضبهم مما وصفوه بـ "روبوتات التجسس الجديدة"، معتبرين أنها "متطفلة ومخيفة" وتجعل الجميع يشعرون كأنهم مشتبه بهم جنائياً.
من بين المعارضين لهذه الكاميرات، رئيس قسم الأبحاث والتحقيقات في حملة "بيغ براذر ووتش للدفاع عن الحريات" جياك هورفورت، الذي اعتبر أنه "لا ينبغي استخدام تحليلات الفيديو غير المؤكدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة السائقين". وأكد أن هذا النوع من المراقبة المتطفلة يُفقد الناس حريتهم. ورأى آخرون أن الكاميرات الذكية يجب ألا تكون بديلاً عن ضباط المرور الذين يوقفون السائقين المشتبه بهم الذين قد يقودون السيارة تحت تأثير الكحول.
لكن هذه ليست التجربة الأولى في بريطانيا؛ ففي عام 2022، نفذت أول تجربة للنظام المروري المزود بالذكاء الاصطناعي لضبط السائقين المخالفين. تم ذلك من خلال ركن شاحنة مزودة برادار وكاميرا ذكية مثبتة على ارتفاع 5 أمتار، وأرسلت وحدة الشرطة الخاصة بالانتهاكات صوراً مشفرة تفضح المخالفين. أما التجربة الثانية، فكانت خلال عام 2023، وشملت عدداً من المدن الإنجليزية، حيث التقطت كاميرات الذكاء الاصطناعي نحو 300 مخالفة مرورية في ثلاثة أيام فقط.