تشهد شركة بورش الألمانية مرحلة جديدة بعد إعلانها رسميًا عن تعيين مايكل لايترز رئيسًا تنفيذيًا خلفًا لأوليفر بلوم، ابتداءً من الأول من يناير 2026. يأتي هذا التغيير في وقتٍ تمر فيه الشركة بمرحلة دقيقة، مع تحديات تقنية وسوقية كبرى تتطلب إعادة صياغة استراتيجيتها في مجالات السيارات الكهربائية والفاخرة عالية الأداء.
بعد أكثر من عشر سنوات في المنصب، يغادر أوليفر بلوم رئاسة بورش بعدما قادها خلال فترة شهدت تطورًا كبيرًا، أبرزها إطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل من العلامة، بورش تايكان. غير أن الجمع بين منصبه في بورش ومنصبه التنفيذي في مجموعة فولكس فاجن أثار تساؤلات حول مدى تركيزه على العلامة، خصوصًا مع تباطؤ المبيعات في السوق الصيني. ويرى محللون أن رحيله يمنح بورش فرصة لاستعادة استقلاليتها وتحديد مسارها الخاص.
اختيار مايكل لايترز يعكس توجهًا نحو قيادة تعتمد على الخبرة التقنية العميقة. فقد بدأ مسيرته في بورش عام 2000 وتدرج في مناصب هندسية وإدارية حتى 2013، قبل أن ينتقل إلى فيراري حيث شارك في تطوير طرازات مميزة مثل 812 سوبرفاست وSF90 سترادالي. لاحقًا تولى رئاسة شركة ماكلارين أوتوموتيف عام 2022، ليعود اليوم إلى بورش بخبرة واسعة في تطوير السيارات عالية الأداء.
تواجه القيادة الجديدة عدة تحديات، أبرزها تراجع المبيعات في الصين نتيجة المنافسة المتزايدة من السيارات الكهربائية المحلية، وتباطؤ الطلب على طراز تايكان، إضافة إلى القيود البيئية الصارمة المتعلقة بالانبعاثات. ومع ذلك، ما زالت بورش من أكثر الشركات ربحية في العالم، لكنها مطالبة بالتكيّف مع التحولات السريعة نحو الكهربة والرقمنة.
يُعرف لايترز بكونه مهندسًا يجمع بين الشغف بالأداء الرياضي والرؤية المستقبلية للتقنية، ومن المتوقع أن تركز استراتيجيته على الحفاظ على هوية بورش الرياضية مع تطوير حلول هجينة وكهربائية أكثر تطورًا. كما قد يعمل على إعادة تقييم مشاريع السيارات الكهربائية ضمن خطة توازن بين الأصالة والابتكار.
مع اقتراب عام 2026، تقف بورش أمام منعطف مهم في تاريخها. فبينما تسعى للحفاظ على مكانتها بين العلامات الفاخرة الكبرى مثل تسلا وبي إم دبليو ومرسيدس، يمثل تعيين لايترز خطوة نحو مستقبل يجمع بين إرث الأداء الكلاسيكي ومتطلبات العصر الحديث. رحيل بلوم يختتم مرحلة ناجحة، فيما تمثل عودة لايترز بداية فصل جديد قد يحدد ملامح الجيل المقبل من سيارات بورش الرياضية.