أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) عن فتح تحقيق فيدرالي بعد حادثة تجاوزت فيها سيارة أجرة ذاتية القيادة تابعة لشركة وايمو حافلة مدرسية متوقفة أثناء عبور الأطفال للطريق في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة. وفقاً للتقارير الرسمية، كانت الحافلة المدرسية متوقفة مع تشغيل أضواء التحذير وذراع التوقف الجانبية كما تنص القوانين الأمريكية، إلا أن المركبة الذاتية القيادة واصلت السير ببطء متجاوزة الحافلة رغم وجود أطفال بالقرب منها. وأكدت التحقيقات الأولية أن السيارة كانت تعمل بنظام القيادة الذاتية بالكامل دون وجود سائق داخل المقصورة.
شركة وايمو، المملوكة لمجموعة ألفابت (جوجل)، أوضحت في بيان رسمي أن المركبة لم تشكل خطراً مباشراً على الأطفال وكانت تسير بسرعة منخفضة، لكنها لم تتمكن من رصد ذراع التوقف والأضواء التحذيرية بسبب زاوية رؤية محدودة في موقع الكاميرات والمستشعرات. وأعلنت الشركة عن إطلاق تحديث برمجي فوري لتحسين استجابة النظام في المواقف المشابهة، مؤكدة أن السلامة حول المدارس تظل من أولوياتها. يشمل التحقيق الفيدرالي نحو 2000 مركبة من أسطول سيارات وايمو العامل في عدة ولايات أمريكية، ويركز على قدرة النظام على التعرف على إشارات الحافلات المدرسية وأذرع التوقف، ومدى فعالية الكاميرات والرادارات في رصد الأطفال والمشاة، بالإضافة إلى إجراءات السلامة المتبعة في غياب السائق البشري. وقد يؤدي أي خلل مثبت في النظام إلى فرض غرامات أو تعليق تراخيص التشغيل في بعض المناطق.
تُعد شركة وايمو من أبرز الشركات في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية، وتشغّل حالياً أكثر من 1500 سيارة أجرة ذاتية القيادة في ولايات أمريكية مختلفة، باستخدام أنظمة متقدمة تجمع بين الرادارات والكاميرات وأجهزة الاستشعار بالليدار. ومع ذلك، تشير الحادثة إلى استمرار التحديات التقنية في التعامل مع المواقف الحساسة وغير المتوقعة مثل مواقف المدارس وعبور الأطفال. ويتابع القطاع التكنولوجي والتنظيمي هذه التطورات باهتمام، إذ يُتوقع أن تدفع مثل هذه الحوادث السلطات إلى مراجعة معايير الأمان والتشغيل الخاصة بالمركبات الذاتية القيادة قبل السماح بتوسيع نطاق استخدامها في المدن الأمريكية.