يتساءل بعض المسافرين عن رائحة غير مألوفة قد تنتشر داخل الطائرة قبل الإقلاع، لا سيما خلال الأيام الباردة. وقد وصفها ركاب بأنها حلوة تشبه شراب القيقب، فيما شبّهها آخرون برائحة البصل أو حتى رائحة الجسم. هذا الغموض دفع عدداً من المستخدمين على موقع Reddit إلى مناقشة الظاهرة، حيث كتب أحدهم: «هي رائحة مألوفة… تشبه رائحة سيارة جديدة بنوافذ مفتوحة، لكن مع لمسة يصعب وصفها».
وبحسب كيفن سينغ، الطيار والمدرب الجوي، فإن السبب الأكثر شيوعاً لهذه الرائحة يعود إلى عملية إزالة الجليد عن الطائرة قبل الإقلاع. وأوضح في حديثه لمجلة Reader’s Digest أن تراكم الجليد على أجنحة الطائرة قد يمنع توليد قوة الرفع اللازمة للإقلاع الآمن، ما يجعل إزالة الجليد خطوة أساسية في الطقس البارد.
وتشمل العملية رش سائل إزالة الجليد الساخن بضغط عالٍ لإذابة الثلج، يتبعه استخدام سائل مضاد للتجمد لتكوين طبقة واقية تمنع إعادة تكوّن الجليد. وعادة ما تستغرق هذه العملية ما بين 10 و20 دقيقة بحسب حجم الطائرة والظروف الجوية.
وأشار سينغ إلى أن الرائحة الحلوة التي يلاحظها الركاب ناتجة عن مركبات الجليكول، وهي المكوّن الرئيسي في سوائل إزالة الجليد، وتُستخدم أيضاً في مزيلات الجليد الخاصة بالسيارات خلال الشتاء. ويتم خلط الجليكول بالماء لخفض درجة التجمد، ما ينتج عنه تلك الرائحة الخفيفة التي قد تذكّر البعض بسوائل السجائر الإلكترونية.
وأكد الطيار أن هذه السوائل غير سامة وآمنة للاستنشاق، رغم أن رائحتها قد تكون مزعجة للبعض. وأضاف: «قد يشعر بعض الأشخاص ذوي الحساسية العالية بانزعاج بسيط أو عطس، لكن الغالبية العظمى من الركاب لا تتأثر إطلاقاً».