الجسر المعلق في الرياض ينتمي إلى فئة الجسور المدعومة بالكوابل ويعتبر أحد أكبر هذه الجسور في العالم وهو الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية سواء من حيث التصميم والبناء أو أسلوب التنفيذ وقد أصبح اليوم أحد المعالم البارزة في مدينة الرياض خاصة وأنه يوفر للسائقين إمكانية الوصل إلى غرب وجنوب الرياض للقادمين من الدائري الشمالي كما ويشكل نقطة الاتصال الوحيدة بطريق جدة السريع .

في الحقيقة وعلى الرغم من أن اسم الجسر هو “الجسر المعلق في الرياض” وهو ما قد يكون اسماً معبراً عن شكل الجسر وطريقة بنائه، إلا أنه وعند البحث ومراعاة الدقة من حيث المصطلحات الفنية الهندسية فإن جسر الرياض أو جسر وادي لبن – الاسم الآخر للجسر – ليس من نوعية الجسور المعلقة وإنما من نوعية الجسور المدعومة بالكوابل.

صحيح أن  الجسور المدعومة بكوابل قد تبدو شبيهة بالجسور المعلقة من حيث أن كليهما محمول بكوابل وكليهما له أبراج، ولكن طريقة الدعم وتوزيع الأحمال من الطريق مختلفة تماما، ويكمن الاختلاف في طريقة اتصال الكوابل مع الأبراج، ففي الأبراج المعلقة تمتد الكوابل بحرية خلال الأبراج ناقلة قوة الأحمال الي المراسي anchorage عند نهايتي الجسر، وفي المقابل فإن الجسور المدعومة بكوابل تكون مثبتة في الأبراج ويقع الحمل بالكامل على هذه الأبراج.

وتنقسم الأبراج المدعومة بالكوابل إلى عدة أنواع بحسب طريقة تثبيت الكوابل، فهنالك نموذج الإشعاع المتوازي أو ما يُعرف بتصميم القيثارة حيث تثبت الكوابل في ارتفاعات مختلفة علي طول البرج بحيث تمتد موازية لبعضها وهو النوع المستخدم في برج الرياض. وهنالك تصميم المروحة  أو نموذج الإشعاع نصف القطري حيث تمتد الكوابل من عدة نقاط علي الطريق الي نقطة واحدة في اعلي البرج وغيرها من التصاميم.

يقع الجسر على وادي لبن في المنطقة الجنوب غربية في العاصمة السعودية الرياض وهذا هو موقع الجسر على خرائط جوجل.

من حيث الفترة الزمنية استغرق بناء الجسر 6 سنوات وستة شهور، حيث بدأ العمل في تنفيذ الجسر منتصف عام 1993 وانتهت عمليات الإنشاء عام 1997 ولكن يبدو أن الأمر استغرق وقتا أكثر قبل افتتاحه، أما كلفة بناء الجسر فبلغت ما يزيد على 26 مليون دولار وجاء التصميم مطابقاً للمواصفات العالمية القياسية بما يتلاءم مع بيئة الموقع الذي تم فيه بناء الجسر ووضع تصميمه المهندس سيشادري سرينيفسان وشارك في أعمال البناء أكثر من 300 مهندس وفني وعامل بناء . وتم استخدام معدات خاصة ورافعات قوية لتركيب بلاطات الجسر التي يصل وزن الواحدة منها ما يتراوح بين 235 و 581 طن هذا بالإضافة إلى حديد التسليح العادي الذي بلغ وزنه 5900 طن وكوابل التعليق، وحديد الشد مسبق الإجهاد (585) طناً وحديد كوابل التعليق (1700) طن فيما بلغ الطول الإجمالي لجدائل كوابل الشد والتعليق ما يعادل (1824) كابل.

يبلغ طول الجسر المعلق في الرياض 763 م ويبلغ عرضه 35 متر وذلك كونه يتألف من مسارين في اتجاهين متعاكسين تفصل بينهما جزيرة وسطية عرضها 5.4 متر ويعتمد الجسر على عمودين ويبلغ طول العمود الشمالي 72.5 متر ويبلغ طول العمود الجنوبي 80 متر أما برج الجسر فيبلغ ارتفاعه 90 متر ما يجعل الارتفاع الإجمالي للجسر 175.5 متر في أعلى نقطة منه.