في عالم السيارات النادرة، تظل لامبورغيني بريغونتا واحدة من أبرز النماذج التي جمعت بين التصميم الجريء والأداء القوي والندرة المطلقة. هذه السيارة الاختبارية، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1998 ولم يُصنع منها سوى نسخة واحدة، تعود اليوم إلى الواجهة من خلال مزاد خاص يقام في بلجيكا في العاشر من أكتوبر المقبل، مع تقديرات لبيعها تتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين دولار أمريكي.
استوحت لامبورغيني تصميم بريغونتا من الطائرات المقاتلة الفرنسية "رافال"، فجاء هيكلها مصنوعاً من ألياف الكربون ومطلياً بالرمادي غير اللامع مع زجاج بانورامي يغطي المقصورة بالكامل بأسلوب يشبه كبسولة الطيار. واعتمدت السيارة أبواباً عمودية على غرار طرازات لامبورغيني الشهيرة، فيما استُبدلت المرايا الجانبية التقليدية بكاميرات صغيرة، ما منحها مظهراً مستقبلياً سبق عصرها.
ورغم أنها صُممت كنموذج تجريبي، فإنها زُودت بمحرك V12 سعة 5.7 لتر مأخوذ من طراز ديابلو، بقوة تصل إلى 530 حصاناً، مع ناقل حركة يدوي من خمس سرعات ونظام دفع خلفي. هذه المنظومة مكنتها من الانطلاق من صفر إلى 100 كم/س في أقل من أربع ثوانٍ، وبلوغ سرعة قصوى تقترب من 337 كم/س، ما جعلها سيارة قابلة للقيادة الفعلية وليست مجرد عرض تصميمي.
أما المقصورة، فجاءت مجهزة بمقاعد رياضية مكسوة بالجلد الأزرق الفاخر، ولوحة عدادات رقمية أمام السائق، مع استخدام الألياف الضوئية للإضاءة الداخلية ونظام ملاحة متطور نسبياً في نهاية التسعينيات. وقد صُممت لتمنح السائق تجربة رياضية خالصة، في حين توفر للراكب أجواء أكثر هدوءاً وراحة.
عُرضت بريغونتا لأول مرة في معرض باريس للسيارات عام 1998 بالتعاون مع شركة فرنسية متخصصة في تصميم الهياكل، وكانت آخر نموذج اختباري تقدمه لامبورغيني قبل انتقال ملكيتها إلى مجموعة فولكس فاجن، وهو ما يمنحها قيمة تاريخية مميزة. وفي عام 2014، تم اعتمادها رسمياً من قسم التراث في الشركة الإيطالية لتأكيد أصالتها.
اليوم، تعود بريغونتا إلى الأضواء بوصفها فرصة نادرة لهواة الجمع، فهي نسخة وحيدة تجمع بين التصميم المستوحى من الطائرات المقاتلة والتقنيات المتقدمة لزمنها، إلى جانب رمزيتها التاريخية المرتبطة بمرحلة انتقالية في مسيرة لامبورغيني. ومع اقتراب المزاد وتوقعات الأسعار المرتفعة، يظل السؤال مفتوحاً: من سيكون المالك الجديد لهذه القطعة الفريدة بعد أكثر من ربع قرن على ظهورها الأول؟